إن فكرة نشر السلام في أنحاء العالم فكرة جدلية في المجتمع الدولي حيث تبرز الأسئلة المتنوعة عند بحث هذا الموضوع الذي يهم البشرية جمعاء . ولعل من اهم هذه الأسئلة ما يلي : ١/ هل يمكن تحقيق هذا الهدف السامي النبيل ؟ ٢/ متى يتم هذا ؟ ٣/ هل هذا الهدف ممكنا ام مستحيلا ؟ إن الاجابات على هذه الأسئلة ذات صلة وثيقة بالأوضاع السياسة والاجتماعية والمالية في العديد من أقطار العالم . من الصعب جدا أن نجد إجابات شافية لما سبق من أسئلة ؛ فَلَو نشبت حرب ذرية في مكان ما فإنها ستشعل العالم كله وتحوله الى رماد نووي وتنتهي الحياة من على سطح كوكبنا ، ولكن أمل البشرية الا يحدث هذا . عندما يسود السلام تنعم الانسانية بالسعادة لأن السلام يعني عالم خال من العنف والقتل وسفك الدماء ، هذا بالأضافة الى تحسن الإقتصاد العالمي مما ينعكس إجاباً على كثير من البلدان الفقيرة ، ولكن ما يحصل حاليا هو جشع الدول التي ما زالت تحمل الجينات الإستعمارية في الحصول على المزيد من المال بإشعال الحروب لبيع السلاح والعتاد الحربي ولجني المزيد من الأرباح لشركات تصنيع السلاح . دأبت الدول الكبرى الإستعمارية وعلى رأس القائمة أمريكا على إشعال الحروب منذ منتصف القرن الماضي ، فما أن تخمد نيران حرب في مكان ما الاّ وأشعلوها في قطر آخر . مثل هذه الدول تتشدق بحماية حقوق الانسان والعدل والمساواة والديموقراطية فقط داخل حدودها ولمواطنيها ولا يهمها الصراعات التي تديرها خارج حدودها الجغرافية . وفي كثير من الدول يتسبب النظام السياسي القمعي في إثارة الفتن والصراعات الداخلية التي تعزز سفك الدماء والقتل والفوضى الداخلية . في إعتقادي أن طبيعة الجنس البشري التي تميل الى العنف أحياناً ، وعدم التوازن في القوة والثروة والتنوع في الثقافات تُعتبر من عوائق السلام العالمي . تمتد الصراعات أحيانا في داخل البلد الواحد عدة سنوات فتهلك الأخضر واليابس وتحصد الكثير من أرواح الأبرياء . يُعد الظلم من أهم أسباب نشوب الحروب والصراعات ؛ الظلم الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وحتى النفسي تٓنزِع الشباب الى حمل السلاح والقتال حتى داخليا ، هذا عدا الفتاوى المغلوطة والخاطئة التي تُصب في آذانهم ووعيهم مما يشحذ هممهم للمزيد من سفك الدماء . ومن هذه الفتاوى نشأ الفكر التكفيري والتكفيريون الذين يعتبرون أنفسهم هم على طريق الصواب ، هم المؤمنون الصادقون والآخرون هم الخارجون عن الملة. حقا إن العدل في معظم أرجاء العالم مفقود ، غير متوفر وغير متاح مما يؤجج الإقتتال والصراعات الداخلية والخارجية بشتى أنواع القتل من أحزمة ناسفة الى سيارات مفخخة الى إغتيالات بالرصاص . إن رفع الظلم عن كاهل البشر وإقامة العدل والمساواة وتطبيق القانون على الجميع ، لا شك ، انه يُسهم في عدم نشوب الصراعات والحروب . هل عندما يعرف البشر أسباب الصراعات يستطيعون وقفها ؟ الإجابة نعم ولا !! . يجب على البشر أن يضعوا نصب أعينهم هدف العيش بسلام وبدون إرهاب وعنف وحروب . إن إتخاذ القرارات عند الغضب أو الإنفعال يؤدي الى إشعال فتيل الصراعات الداخلية خاصة . يجب إحترام البشر بغض النظر عن العقيدة والاختلافات الثقافية . يجب على البشر إحترام التنوع المجتمعي وعدم إصدار الأحكام القاسية جُزافا على الآخرين مما يسبب الضغائن والأحقاد ثم الصراعات ، فإذا لم يقبل الناس إحترام بعضهم البعض ، فعلى الأقل لا يسيئوا للآخرين جسديا أو عقليا أو عاطفيا . إن وجود المشاكل في مجتمع ما يمنعه من الإرتقاء بالسلام والعيش بسلام . وهذا يُعتبر تحديا غير أعتيادي مما يتطلب تكريس بعض أفراد المجتمع لهذا التحدي . تحاول هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الحفاظ على السلام العالمي ولكن تداخل المصالح بين الدول يُعيق هذا ، بل ويمنعه . نقرأ على الانترنت عن بعض المؤسسات والجمعيات التي تحاول جاهدة فعل شيء ما في هذا المجال وَلَكِن جهودها غير كافية وغير مثمرة حتى الان . ومن الأسباب الرئيسية لقلة تفاعلها أنها غير معترف بها على نطاق واسع داخليا وخارجيا علاوة على عدم التعاون فيما بينها . وفق الله الجميع – كائن من كان – في جهودهم أينما كانوا لتوطيد دعائم السلام العالمي ونبذ العنف والارهاب والتطرف وسفك دماء الأبرياء . حبذا لو تضافرت جميع الشعوب والحكومات والأفراد في نشر ثقافة السلام والمحبة والتآخي لينعم العالم بالأمن والأمان اللذان هما أساس إستقرار الكون كله . كل ما أحلم به نشرة أخبار ولو يوما واحدا بدون مناظر الدماء وربما في. عدة بلدان !!!!!!